الخليج والعالم

المساعي الأميركية لمنع انهيار كيان العدو محور اهتمام الصحف الإيرانية اليوم
29/04/2024

المساعي الأميركية لمنع انهيار كيان العدو محور اهتمام الصحف الإيرانية اليوم

سلطت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم الإثنين (29/4/2024) الضوء على تطورات الحركات الطلابية في الولايات المتحدة الأميركية والعالم بشكل عام، واهتمت بتحليل هذه الظاهرة وجذورها في السياق السياسي والتاريخي. كما تناولت تحليلًا للأوضاع السياسية الحرجة للاحتلال الصهيوني ومساعي الإدارة الأميركية لإنقاذ رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو من مأزقه.

نتنياهو في متاهة الأزمات

قالت صحيفة إيران: "على الرغم من مرور 8 أشهر على بداية الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة، إلا أنه الآن في متاهة سياسية ودبلوماسية وأمنية واجتماعية وعسكرية، ووضع معقد ومتناقض حرم نتنياهو ومسؤولين آخرين في حكومته من اتخاذ القرارات وتبني استراتيجية صحيحة"، لافتة إلى: "أننا نشهد استمرارًا واحتدامًا للاحتجاجات الشعبية بسبب تأخر نتنياهو في التوصل إلى اتفاق تبادل للأسرى وإتمام المفاوضات مع حماس، وهو العامل الأهم في إحجام جيش العدو عن مهاجمة رفح". وذكرت الصحيفة أن: "بعض المسؤولين المتشددين في حكومة نتنياهو هددوا بالاستقالة من الحكومة بحال لن يهاجم رفح، في وقت يواجه فيه نتنياهو تبعات الجرائم في غزة في الأوساط القانونية الدولية. إذ يرى العديد من المراقبين أن نتنياهو مقبل على محاكمة داخلية بسبب قضايا الفساد التي يواجهها، وهو ما أوجد وضعًا مأزومًا غير مسبوق للكيان الصهيوني"، مضيفة: "هذا يعني أن رئيس حكومة العدو سيواجه الملاحقة والمحاكمة داخل الأراضي المحتلة وخارجها".

ورأت الصحيفة أن: "النقطة المحورية الآن، في هذه الأزمة المتداخلة والمتعددة الطبقات، هي مراقبة احتجاجات المستوطنين الذين تظاهروا مرة أخرى في "تل أبيب"، مساء يوم السبت الماضي، ضد حكومة نتنياهو، مطالبين باتفاق لتبادل الأسرى ووقف الحرب في غزة". وتابعت الصحيفة :"المعادلات المتعلقة بتبادل الأسرى وتأثيره على عملية حرب غزة والتطورات السياسية والاجتماعية في الأراضي المحتلة تزداد تعقيدًا، عندما تُناقش مواقف المعارضة أيضًا. وبسبب هذه الظروف الغامضة والمتناقضة، يتعرض نتنياهو الآن لضغوط غير مسبوقة لدرجة أنه لا يستطيع تجاهل احتجاجات المستوطنين وعائلات الأسرى، ولهذا السبب هو مرتبك في مهاجمة رفح". وأشارت الصحيفة إلى أن: "أي قرار لا يتضمن مهاجمة رفح من جهة نتنياهو قد يكلفه انهيار حكومته، لذلك وضعه المعقد والمتناقض سيصبح أكثر خطورة عندما يواجه احتمال إصدار مذكرة اعتقال من محكمة العدل الدولية بسبب العمليات العسكرية لإسرائيل في قطاع غزة".

وعي الحركة الطلابية الأميركية وجذورها

رأت صحيفة وطن أمروز أن: "الأحداث المتعلقة بالحركة الطلابية في أمريكا تعدّ من الأحداث العميقة التي يمكن تقديمها بمستويات مختلفة من التحليل"، موضحة أن: "إحدى هذه المستويات هي التحقيق في هذه الأحداث في سياق نمو الوعي العالمي، فقد مضى ما يقارب ثلاثة قرون منذ أن تعرفت البشرية بشكل جدي على الظاهرة المسماة بالاستعمار. وتعدّ هذه الظاهرة بمثابة نوع من ميلاد الحداثة والتطورات التي حدثت خلال عصر النهضة والتصنيع في أوروبا في جوهر المعرفة الغربية، حيث كان هناك دائمًا إدعاء بالتفوق على الحضارات الأخرى"، وذكرت أن: "أوجست كونت يشير في طرحه للتاريخ إلى أن البشرية مرت بثلاث مراحل مختلفة خلال حياتها الاجتماعية يصبح فيها عصر النهضة هو المرحلة الأخيرة بعد الدين والميتافيزيقيا، حيث جرى الاعتراف بالمنهج التجريبي كونه النموذج الوحيد للمعرفة".

وتابعت الصحيفة أن: "هذه الحداثة تُقدّم على أنها ذروة الحياة الفكرية البشرية، وهذه القضية- أي تفوق الحداثة- تظهر ليس فقط في أعمال فلاسفة التاريخ مثل كونت، ولكن أيضًا في أعمال علماء الاجتماع مثل دوركهايم وفيبر. إذ يحدد علماء الاجتماع هؤلاء بوضوح الحضارات غير الأوروبية على أنها تنتمي إلى مرحلة ما قبل الحضارة وعلى أنها ما تزال بدائية"، مضيفًة أن: "هذه القضية لا تظهر في لغة المفكرين فقط، بل في لغة السياسة أيضًا، حين يقول جوزيب بوريل رئيس السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي: "تظل أوروبا كالحديقة، وبقية العالم كالغابة، والغابات البرية تهاجم الحدائق الجميلة".

وتابعت الصحيفة: "في بداية الصعود القوي للغرب في العالم الإسلامي، تشكّلت جذور الوعي الذاتي النابعة من التعاليم الدينية عند بعض المفكرين؛ مثل المرحوم السيد جمال الدين أسد آبادي(المعروف بالسيد جمال الدين الأفغاني)، وكانت نتيجة هذا الوعي الذاتي الصحوة ضد الاستعمار...، حاول العديد من الأشخاص من مالك بن نبي وحسن البنا والسيد جمال الدين أسعد آبادي والميرزا الشيرازي وإقبال لاهوري والإمام موسى الصدر وعشرات الشخصيات الأخرى إحداث تغيير في نوعية علاقات الدول الإسلامية ضد الاستعمار. وقد أدى الوعي المتزايد والجهود التي بذلتها الحركات المناهضة للاستعمارن على مدى قرنين من الزمن، إلى الحدث العظيم للثورة الإسلامية".

وسألت الصحيفة: "أليس من الممكن إقامة علاقة بين هذا الوعي الذاتي وتطورات حراك الجامعات الأمريكية؟، وقالت: "لفهم هذه المشكلة بشكل أفضل، من الضروري الانتباه إلى عدة نقاط، يدين الغرب بقوته على مدى العقود القليلة الماضية لجذب رأس المال البشري والموارد الطبيعية لدول العالم إلى أمريكا التي هي في حد ذاتها نتاج هجرة الناس من ثقافات مختلفة، وبذلت جهدًا في العقود القليلة الماضية لجذب القوى البشرية الموهوبة إلى جامعاتها، وأدى تدفق الهجرة إلى إضافة التعدد في وسائل الاتصال الجماهيري". ورأت الصحسفة: "نتيجة لهذا الوضع، تمكّن تدفق الوعي في العالم الإسلامي من المرور عبر الحاوية الضيقة للهويات القومية ونشر الوعي في جميع أنحاء العالم، حتى أن الطلاب الأمريكيين في جامعاتها الكبرى، والذين كان من المفترض أن يكونوا مروجين للثقافة والسياسة الأمريكية, يرددون شعار "فلسطين حرة". ولا نقصد هنا المبالغة في الادعاء ونكران دور الطبائع البشرية الساعية إلى الحرية وضد الإبادة الجماعية، ولكن نوعية وكمية هذه الأحداث تبين لنا أنه ينبغي إضافة سبب آخر إلى الطبيعة البشرية الخالصة حتى يتمكّن الإنسان من تحقيق ذلك".

وختمت الصحيفة بالقول: "تحتاج الحركة الطلابية في إيران إلى الصراخ بدعمها للحركة الطلابية الأمريكية بصوت أعلى، ومن خلال التقاء هذه الهتافات سنشهد أخيرًا تعزيز هذا الوعي الذاتي واستدامته"، مشددة على أن: "صراع الوعي بين التيارات الاجتماعية من مختلف البلدان هو حدث يضاعف تدفق الوعي الذاتي العالمي ضد الاستعمار والاستكبار". وأضافت: "في الواقع، لا ينبغي دراسة الأحداث المذكورةن بشكل سطحي، فإشراك الفئات الاجتماعية الرائدة مثل الطلاب يمكن أن يعدنا بالعديد من الأحداث في المستقبل. لذلك؛ فهم هذه الأحداث في سياق نمو الوعي الذاتي العالمي، والذي لا تمثل الثورة الإسلامية كل شيء فيه، بل عضو بارز جدًا فيه، يمكن أن يزودنا برؤية تاريخية ويجنبنا الوقوع في الحفر السطحية".

مساعي أميركا لمنع انهيار الكيان

رأى الخبير في قضايا غرب آسيا صدق بور، في مقابلة مع صحيفة قدس، أن: "كل جهود السلطات الأمريكية في الأشهر السبعة الماضية كانت لمنع انهيار الكيان الصهيوني، وفي هذا الاتجاه، اقترح وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن في رحلته الحالية إلى السعودية، تشكيل دولة فلسطينية في الأراضي المحتلةز وهذا الإجراء في ظاهره يعدّ ضد الكيان الصهيوني، لكنه بطرحه هذه الفكرة مرة أخرى، يسعى إلى تحقيق مكاسب لـ"إسرائيل" وإنقاذ الكيان من مستنقع غزة. وبهذه التفسيرات تشكّلت اليوم ظروف صعبة لإدارة بايدن في الولايات المتحدة الأمريكية؛ فمن ناحية عليهم إرضاء اللوبيات اليهودية، ومن ناحية أخرى عليهم تسويغ وجودهم في منطقة غرب آسيا".

وردًا على سؤال عما إذا كانت زيارة بلينكن للرياض مرتبطة بمسألة الأحكام التي أصدرتها محكمة لاهاي ضد "تل أبيب"، قال بور إن: "الوضع الداخلي لـإسرائيل حرج للغاية، والمستوطنون في الأراضي المحتلة يطالبون بإنهاء حرب غزة وإطلاق سراح الأسرى الصهاينة. ومن ناحية أخرى، إذا أصدرت محكمة لاهاي حكمًا ضد نتنياهو، فعاجلًا أم آجلًا سيُمهّد الطريق لحل حكومته. لكن نتنياهو يبحث عن صفقة مع الأميركيين بالتهديد بمهاجمة رفح من أجل البقاء في السلطة، ومع ذلك تثير واشنطن مسألة التطبيع بنفوذها بين الدول العربية في الخليج العربي، بما في ذلك السعودية ومصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، فبالإضافة إلى حصوله على تنازلات من العرب، يمكنه تقديم نفسه منقذًا لغزة في قضية وقف إطلاق النار في المنطقة".
 

الولايات المتحدة الأميركيةالكيان الصهيوني

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة

خبر عاجل